الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع التحديات التي تواجه المراهقات هذه الأيام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابنة أخي تبلغ من العمر 16 سنة، وهي عندي منذ الرضاعة لظروف خاصة، وأنا غير متزوجة وأعيش في بيت العائلة، وهي أول طفلة لأخي وتعيش معنا، وأصبحت ألاحظ في الفترة الأخيرة أنها تستفزني، وكثيرة الحديث عن نفسها وجمالها، وتظن أنها الأفضل والأرشق، وأحيانًا تقلل من شأن الآخرين، كما أنها مرتبطة جدًا بصديقتيها التوأم، لدرجة أنها تفقد شخصيتها أمامهما، وأيضًا تستفز الآخرين، هي عنيدة جدًا، وأنا أخاف عليها أن تصاب بالغرور، ولا أعرف كيف أتعامل معها.

أيضًا، أريد أن أقنعها بارتداء الحجاب، لكنها ترفض حتى طرح الفكرة، بزعم أنها ما زالت صغيرة (مع أنها في مرحلة التعليم المتوسط)، وعندما سمعت سيادتكم تتحدثون عن مراحل العمر وصفات كل سن، شعرت أنني وجدت الحل.

أنا في حيرة شديدة وأجد صعوبة في التعامل معها، ودائمًا ما تقول عني إني لا أعرف الموضة والجديد، وأن تفكيري يشبه تفكير العجائز!

أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد العزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما يحصل من الفتاة لا ينفصل عن طبيعة المرحلة العمرية التي تمر بها، وأرجو أن تجد منكم الثناء على إيجابياتها، وفتح آفاق الحوار معها، وتجنب الوصايا وكثرة الأوامر، فإنها بتمردها تريد أن تقول لكم؛ أنا أصبحت كبيرة، وأنتم تجعلونها صغيرة، بفرض الأوامر عليها، وبكثرة الكلام السلبي عن صديقاتها، وفي هذه الحال فإن الرسالة تصلها كما يلي: (أنت صغيرة ولا تعرفي مصلحتك، ولا تعرفين اختيار صديقة مناسبة وغير ذلك من الوصايا)، وكل هذه الأشياء تدفعها لمزيد من التمرد؛ لإثبات شخصيتها ولإجباركم على الاهتمام بها وكثرة الحديث عنها، ونحن نتمنى أن تتخذوا معها الخطوات الآتية:

1- كثرة الدعاء لها.
2- ملاطفتها والثناء عليها.
3- فتح أبواب الحوار معها، مع ضرورة احترام وجهة نظرها وتقبلها، ثم لا مانع بعد ذلك من محاورتها حول الآراء الغريبة.
4- إظهار الاحترام لها خاصة أمام صديقاتها.
5- إعطاءها قدرًا من الثقة المشوبة بالحذر.
6- استخدام أسلوب الترغيب والحوار والإقناع، وكما قيل إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع.
7- إشعارها بأهميتها وبحاجة المنزل إليها.
8- عدم إظهار الانزعاج الزائد من تصرفاتها.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تقتربوا منها وتدخلوا إلى حياتها أكثر، ونسأل الله الهداية للجميع.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً