الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تابت بعد إلحاد لكنها غير ملتزمة..هل تنصحوني بالزواج بها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرفت على فتاة عربية من دول شمال أفريقيا، وهي من عائلة مسلمة، لكن دون التزام، والفتاة أيضًا كانت مسلمة دون التزام، وللأسف دخلت في طريق الإلحاد، وتجذرت به، وأصبحت كارهة للإسلام ولمظاهر التدين، وكارهة لفكرة الأديان.

تعرفت عليها منذ أربع سنوات، وأحببنا بعضنا البعض بشكل كبير، ولم أكن أعرف إلى أي درجة تجذر الإلحاد فيها، فقد كانت على درجة متقدمة منه.

أخذت على عاتقي أن أعيدها إلى الإسلام وأن أتزوجها بعد ذلك.

انشرح قلبها قليلاً بسبب حبها لي، وبسبب لين المعاملة، وعبر السنوات ومن خلال الكثير والكثير من النقاشات، الآن تقول إنها تغيرت من الداخل، وأنها تتقبل الإسلام، ولكن دون أن تمارسه، فهي ترفض الصلاة والصوم، والحج والعمرة، وترفض الحجاب، وتدعي أنها في المستقبل قد تمارس، ولكن الآن لا تريد أن تكون مجبورة لفعل ذلك، وهي تطلب دائمًا أن نتزوج، وأن الممارسة قد تأتي مستقبلاً عندما يلين قلبها للممارسة.

مخاوفي تكمن في أنها تقبلت الدين فقط لأجلي، وليس من أجل الدين، وأنها لو مارست الدين فسيكون لأجلي، وليس لأجل الله.

لقد قرأت كثيرًا عن حكم تارك الصلاة، وعن حكم الارتباط بها، ونحن الآن منفصلان ليس منذ مدة بعيدة، ولنفس الأسباب أعلاه، فكيف لي أن أعرف صدق كلامها؟

هل عليّ إثم في تركها متعذبة هكذا؟ وهل أستطيع الزواج منها، وفي حال لم تلتزم يحدث الانفصال؟ أرجو المشورة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

دعنا ابتداءً نذكرك أن الأصل في العلاقة بين الشاب الأجنبي والفتاة هي الحرمة، والنية الصالحة لا تصلح العمل المحرم، وعليه فليس هناك شيء اسمه علاقة بين شاب وفتاة لأجل الزواج، بل عندنا إما زواج، وإما خطبة، وليس بعد ذلك شيء.

ثانيًا: حين رغب النبي ﷺ في الزواج بين أن ركن الزواج الرئيس هو الدين، فإذا فُقِد الدين فقد انهدم الركن، فقال ﷺ: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ).

والمعنى: أن مقاصد الناس في الزواج مختلفة يجمعها هذه الأربعة: منهم من يبحث عن ذات الجمال، ومنهم من يطلب الحسب، ومنهم من يرغب في المال، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها، وقد أمر النبي ﷺ أن يظفر بذات الدين.

ثالثًا: الفتاة كانت ملحدة، وقد ذكرت تخوفك من عودتها إلى الإسلام إذ ربما عادت لأجلك، ونحن نقول لك: ما الدلائل على عودتها إلى الإسلام أصلاً حتى نناقش هل عادت لأجلك أم لا؟! الفتاة كما تفضلت ترفض الصلاة والصيام والحج والحجاب، فما هو الإسلام إذا يا أخي؟!

رابعًا: ربما هناك تخوف منك أنك إن تركتها أن ذلك يسبب لها انتكاسة ما، وأنك لو تزوجت بها لربما انصلح حالها! وهذا كلام لا يستقيم، لا من ناحية الشرع الذي أمرك بالزواج من مسلمة صالحة، ولا من حيث العقل، فما الذي يؤمنك أنت أن لا تنجرف خلفها -والعياذ بالله-؟ ثم ماذا يكون الحال لو رزقك الله منها أبناء؟!

إننا ننصحك بالعدول عن هذه الفكرة فورًا، والبحث عن فتاة صالحة مسلمة اقتداءً بقول النبي ﷺ، والتماسًا لحياة مستقرة.

وفقك الله ورعاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً