اضطربت حياتي لبعد المسافة بين سكني وعملي، فماذا أفعل؟

2025-05-07 00:28:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً، أشكركم على موقعكم المتميز.

لي استفسار واحد فقط: أنا شاب أعيش في الخليج، وأعمل مهندس كهرباء، ومشكلتي تتلخص في الآتي: أعمل في مدينة، بينما إقامتي في مدينة أخرى، مما يعني أنني أقطع يوميًا ما يقارب ست ساعات في الطريق صباحًا ومساءً، إضافة إلى ساعات العمل الطويلة.

أنا أعمل هناك كما تعلمون بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، إذ لا توجد فرص عمل حاليًا في مكان آخر، وأشعر أن حياتي أصبحت بلا معنى، فقط عمل وسفر متواصل.

قد تقولون لي: اصبر وتحمل، نعم، أنا صابر -والحمد لله على كل حال-، لكن العمر يمضي، وأتمنى أن أعيش حياتي بشكل أفضل، فكيف السبيل إلى ذلك؟

لكم مني فائق الشكر والاحترام.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا مكلفون بالسعي في الأرض، وبذل الأسباب، ثم التوكل على الكريم الوهاب، ثم الرضا بما يقدره مالك الأكوان، فاحمد الذي هيأ لك فرصة للعمل، وغيرك من الشباب لا يجد فرصة للعمل بعيدًا أو قريبًا.

وإذا نظر المسلم إلى من هم أقل منه كما هو توجيه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، عرف مقدار النعم التي عنده، وهذا سر من أسرار التوجيه النبوي الشريف، وهذا طبعًا في أمور الدنيا، أما في أمور الآخرة، فالإنسان ينظر إلى من هم فوقه ليتأسى ويتشبه بهم، ومن هنا فنحن ننصحك بما يلي:

1- كثرة اللجوء إلى الله، فإن الأمر بيد الله.
2- الاستمرار في عملك، مع البحث عن الأفضل.
3- الاستفادة من مسافة الطريق في سماع المحاضرات والقرآن.
4- البحث عن رفقة صالحة يشاركونك في المشكلات والهموم، ولا مانع من أن تذهبوا بسيارة واحدة، وتتبادلون مسألة القيادة.

5- عدم إظهار التذمّر والتسخّط، كما ورد في الحديث، قال رسول الله ﷺ: "عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ! إنَّ أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ؛ إن أصابَتْه سرَّاءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضرَّاءُ صبر، فكان خيرًا له." [رواه مسلم (حديث رقم 2999)].

6- الإكثار من الاستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار.
7- تجنب الذنوب والمعاصي، فإن لها شؤمها قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}.
8- الاهتمام ببر الوالدين وصلة الرحم، ومساعدة المحتاجين ليكون العظيم في حاجتك.

وهذه وصيتي لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واحرص على شكر النعم التي عندك مثل العافية والاستقرار و...، وسيأتيك ربنا الكريم بالمزيد فهو القائل: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم} [إبراهيم:7]، ومرحبًا بك في موقعك، ونسأل الله أن يوسع عليك وعلى الناس.

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net