الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب.
بالنسبة لظاهرة الاستيقاظ من النوم وأنت تردّدين الفاتحة، ويأتيك الاعتقاد بأنك تصلّين: هذا -يا أختي- قطعًا لا يحدث دائمًا، قد يحدث من وقتٍ لآخر، ويُعرف تمامًا أن مرحلة ما بعد النوم -وما قبل النوم كذلك-، هي مرحلة يكون الإنسان فيها ما بين اليقظة والنوم، ويكون هنالك إدراك جزئي، وليس إدراكًا كاملًا؛ لذا يمكن أن تبدر من الإنسان بعض الأفعال، أو التصرفات، أو حتى الأقوال، ويكون محتواها دائمًا أشياء قد تطبَّع عليها، وخاصةً الأشياء التي يُحبّها الإنسان.
فالحمد لله تعالى أنك تعيشين ظاهرةً نحسبها جيدةً، ونحسبها -إن شاء الله تعالى- ظاهرةً فيها خيرٌ لك، ويجب ألَّا تعتبريها أمرًا معطِّلًا لك في حياتك، أو أمرًا فيه أي نوع من المرض النفسي، أو المرض العقلي، أو شيئًا من هذا القبيل.
لكن أيضًا هذه الأشياء من الضروري ألَّا تتركيها دائمًا في خُلدك وفي تفكيرك؛ لأن الوقع الإيحائي على الإنسان يُؤدّي أيضًا إلى هذه الظواهر، بمعنى أن الإنسان إذا فكر دائمًا في هذه الأشياء، واعتبرها ظواهر غريبة -وهكذا- ربما تأتيه، نعم.
فهذا هو التفسير العلمي لهذه الظاهرة، وأنتِ ذكرتِ أيضًا أنكِ في الأصل عُرضة للمخاوف، وطبعًا أكثر ما يشغلك هو موضوع نزول قطرات البول، وذكرتِ أنك تعانين من السلس البولي، وهذا ليس بسلس بولي أبدًا، فالسلس البولي يكون ناتجًا دائمًا من مرض عضوي، والإنسان لا يتحكّم في البول، ويكون الأمر ظاهرًا.
أنا غير متأكد هل هذا نوع من الوسوسة، أو أنه بالفعل لديك بعض الالتهابات التي قد تؤدي إلى هذه الظاهرة -أعني سلس البول-، لكن عمومًا أنصحك بأن تذهبي إلى الطبيبة -الطبيبة النسائية-، وسوف تقوم -إن شاء الله تعالى- بإجراء الفحوصات اللازمة، وإن اتضح أنه لا يُوجد أي سبب عضوي؛ فهنا يجب أن تكتمل قناعتك بأن هذه الظاهرة ظاهرة وسواسية، ويجب أن يتم تجاهلها تمامًا.
أعتقد أنه سيكون من المفيد لك أيضًا إذا طبّقت بعض تمارين الاسترخاء، تمارين شدِّ العضلات وقبضها، ثم استرخائها، وكذلك تمارين التنفُّس المتدرِّجة، وكلُّ هذه البرامج الاسترخائية موجودة على الإنترنت، يمكن أن تفتحي اليوتيوب وتختاري منها ما هو أفضل وأصلح بالنسبة لك، ولدينا في موقعنا هذه الاستشارة: (
2136015) وهي مفيدة بإذن الله في هذا الأمر.
أريدك أيضًا أن تُنظّمي وقتك، وأن تتجنبي السهر، وأن تستفيدي من أوقاتك بصورة فعّالة، وأن تكوني مشاركةً في أعمال البيت، وأن تجتهدي، حتى تكوني -إن شاء الله- من الناجحين والموفَّقين.
ليس هنالك ما يمنع أن تتناولي أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وهنالك دواء بسيط جدًّا يُعرف باسم (سيبرالكس)، هذا هو اسمه التجاري، ويُسمَّى علميًّا (اسيتالوبرام).
يمكنك أن تتناوليه بجرعة 5 ملغ -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 ملغ-، تناوليها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها حبةً واحدةً يوميًا -أي 10 ملغ- لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى 5 ملغ يوميًا لمدة 10 أيام، ثم 5 ملغ يومًا بعد يومٍ لمدة 10 أيام أخرى، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.
هو من الأدوية الطيبة جدًّا، والسليمة، والفاعلة، وغير إدمانية، ولا تؤثر على الهرمونات النسائية.
أضيفي إلى ذلك أن الجرعة التي تتطلبها حياتك هي الجرعة الصغرى، ولمدة قصيرة جدًّا.
بارك الله فيكِ، وأشكركِ كثيرًا على ثقتك في استشارات إسلام ويب. _______________________________
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم …. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة الشيخ الدكتور/ أحمد الفودعي ….. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
______________________________
مرحبًا بك مجددًا -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
قد أفادك الدكتور الفاضل -الدكتور محمد عبد العليم- بما ينفعك من الناحية النفسية، وفيه ما يُريحك في الفقرة الأولى من السؤال، والبعض في الفقرة الثانية، فكيفية الاستيقاظ من النوم التي ذكرتِها في استشارتك، نرجو أن تكون علامة خير -إن شاء الله-؛ فشغل النفس بالصلاة، والاعتناء بها، والاهتمام بها أمرٌ مطلوب، ولعلّه هو السبب الذي يجعلك تفعلين ذلك أثناء منامك وقبل استيقاظك.
وعلى كل حال فإنه أمرٌ يُبشّرُ بخير -إن شاء الله-، ولا ينبغي أن يكون مصدرًا للقلق.
أمَّا الفقرة الثانية من السؤال وهي عن الطهارة، وكيفية التطهّر من سلس البول:
فالسلس المقصود به خروج البول بشكلٍ دائمٍ بدون انقطاع، أو اضطراب في خروجه، بمعنى أنه يخرج، وينقطع، ويخرج، وينقطع، دون أن يدري الإنسان متى سينقطع، وإذا انقطع متى سيعود، فإذا حصل اتصال دائم في الخروج، أو اضطراب في كيفية الخروج؛ فهذه الحالة نسمّيها بحالة سلس البول، والله تعالى خفّف عن صاحب السلس لأنه مريض، وشرع له أحكامًا تخصُّه، فإذا عرفتِ هذه الأحكام، والتزمتِ بها هان عليك الأمر -بإذن الله تعالى-، وعلمت حينها أن الأمر سهل يسير، لا يحتاج منك إلى كبير قلق أو خوف.
فصاحب السلس يتحفّظ من خروج البول بعد الاستنجاء، بأن يشدّ شيئًا على مكان خروج البول حتى لا يخرج البول، ويتوضأ، ويُصلّي صلاته، ولا يضرُّه خروجُ شيء أثناء صلاته؛ لأنه معذور.
يفعل هذه الأشياء كلها -كيفية التطهر التي تم ذكرها- بعد دخول الوقت، أي بعد أن يُؤذِّن المؤذنون للصلاة، وبعض العلماء يجوّز له أن يفعل هذا قبل دخول الوقت، أي قبل أذان المؤذّنين، لكن الاحتياط ألَّا يفعل الإنسان ذلك إلَّا بعد أن يدخل وقت الصلاة، فيفعل ذلك في صلاة الظهر، ثم يفعل مثل ذلك في غيرها من الصلوات، كل صلاةٍ في وقتها.
أمَّا إذا كان البول ينقطع، وهو يعلم أنه سينقطع في الساعة الفلانية المعلومة، وزمن الانقطاع يكفي للطهارة وللصلاة، ويكون ذلك الانقطاع قبل خروج وقت هذه الصلاة، فمثلًا في صلاة الظهر يعلم أنه سينقطع البول قبل أن يُؤذّن المؤذنون للعصر، وزمن الانقطاع يكفيه للطهارة والصلاة، فإذا كان يعلم هذا من نفسه، فالواجب عليه أن ينتظر ذلك الزمن الذي ينقطع فيه البول، فإذا انقطع توضأ وصلّى، سواءً كان ذلك في أوّل الوقت، أو في وسط الوقت، أو في آخر الوقت.
وبهذا تعلمين أن صاحب السلس له في الشريعة الإسلامية رخصة، وفسحة ترفع عنه الحرج والضيق، وصلاتُه مقبولة، والله تعالى يعامله معاملة الأصحاء في الثواب والأجر.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.