الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم منع تارك الصلاة من الميراث

السؤال

عندما كنتُ طالبة، وبسبب حاجة الدراسة والعيش في بلدٍ أجنبي، وبعد أخذ الإذن من والدتي، اقترضتُ مبلغًا من المال من حساب والدي المتوفى المودَع في بنك أجنبي، على أساس إرجاعه لاحقًا.
وبعد مرور أعوام عديدة، وتحت ظروف كثيرة، بدأتُ -بفضل الله- في إعادة المال إلى مستحقيه من الورثة، ومنهم والدتي وأخواتي. غير أن نصيب أختي الصغرى وأخي ما زال معلقًا؛ فهما الآن قد تجاوزا الخمسين عامًا من العمر، وقد احترتُ في أمرهما لأنهما لا يؤديان الصلاة ولا الصيام.
فلا أدري: هل يأخذان حكم الكافر الذي لا يرث من المسلم أم لا؟ علمًا أنهما قبل وفاة والدي كانا يصومان رمضان، لكنهما لم يكونا يقيمان الصلاة.
وقد اشتد شكي في إسلامهما؛ فهما لا يحتفلان بعيد الفطر ولا بعيد الأضحى، فضلًا عن مظاهر أخرى تبعدهما عن الدين. نسأل الله لهما الهداية.
ففي حال ثبوت عدم إرثهما، ماذا أفعل بنصيبهما من المال؟ علمًا أن المبلغ قليل، لا يتجاوز المئات من الدولارات.
جزاكم الله خيرًا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشأن الصلاة والصيام وغيرهما من أركان الإسلام شأن عظيم، وترك شيء من ذلك من علامات الخسران المبين، وسبب من أسباب الهلاك. ومع عظم تلك المعصية، فإنها لا تمنعهم من الميراث.

قال النووي في المجموع: لم ‌يزل ‌المسلمون ‌يورثون ‌تارك الصلاة ويورثون عنه، ولو كان كافرًا لم يغفر له، لم يرث، ولم يورث. اهـ. وانظري بسط القول في ذلك في الفتوى: 453916.

والخلاصة؛ أنه يجب على السائلة ردّ حق إخوتها في الميراث، وأمّا تركهم للصلاة والصوم، فإن عليها أن تنصحهم وتدعوهم إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني