الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يجب على من يدرس في جامعة مبناها مشترك بين الجنسين وما لا يجب

السؤال

أنا طالب في الجامعة، والمبنى فيها مشترك بين الطلاب والطالبات، لكن الفصول منفصلة؛ أي أن الفصول تكون خاصة بالطلاب فقط، أو بالطالبات فقط، في جميع المواد التي أدرسها، ما عدا مادة واحدة اختيارية.
في هذه المادة، يجلس الطلاب في الجهة اليمنى من الفصل، وتجلس الطالبات في الجهة اليسرى، دون اقتراب أو حديث بين الطرفين. وأنا لا أمشي في المبنى الداخلي تفاديًا للاختلاط، بل أسلك الطريق الخارجي حول المبنى، ولا يسلكه غيري تقريبًا، ثم أدخل من أقرب باب إلى فصلي (الذي لا يوجد فيه إلا طلاب فقط). ويبعد هذا الباب عن الفصل نحو عشرة أمتار فقط، فلا أمشي داخل المبنى إلا مسافة يسيرة، مع غض البصر تمامًا والنظر إلى الأرض.
كما تُعقد لدينا اختبارات شبه أسبوعية في المسرح الكبير بالجامعة -الذي يمكن الوصول إليه من الخارج-، ويجلس فيه الطلاب في الجهة اليسرى، والطالبات في الجهة اليمنى، ولا يحدث أي اختلاط أو حديث بين الطرفين، إلا ممن أراد الفساد.
وتُدرّسني بعض المحاضرات دكتورات، لكن ذلك لا يكون إلا في فصول خاصة بالطلاب فقط، ولا تكون هناك خلوة. وهذه المحاضرات أقل من المحاضرات التي يدرّسها لنا دكاترة من الرجال. وفي المحاضرات التي تكون فيها دكتورة، أجلس في طرف الفصل، ولا أنظر إلى الشاشة أو السبورة، بل أكتفي بالنظر إلى حاسوبي، ولا أطرح أسئلة تفاديًا للنظر والتعامل مع الدكتورة.
وسؤالي: هل عليّ إثم في التحاقي بهذه الجامعة؟ وهل الأمور التي أحرص على فعلها -كالمشي في الخارج، وعدم النظر إلى السبورة، وعدم السؤال عند وجود دكتورة- لازمة شرعًا لي، أم إنها من باب الاحتياط والورع فقط؟ علمًا بأن هناك جامعة خاصة واحدة فقط في الدولة التي أقيم فيها، فيها كلية طب، ولا يوجد فيها اختلاط في المبنى، لكنها تقع في مدينة غير التي أعيش فيها. ولا يمكنني الالتحاق بالجامعات الحكومية لأنني مقيم، ولست مواطنًا. كما أن الانتقال إلى تلك المدينة صعب عليّ، وتلك الجامعة أغلى من جامعتي الحالية، ووالدي يمر بضائقة مالية، كما أن السكن والمأكل والمشرب والفواتير، وما إلى ذلك، تتطلب نفقات كثيرة قد تُثقل كاهله.
أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنيئًا لك بما أنعم الله به عليك من غضّ للبصر، والبُعد عن أسباب الفتنة، ونرجو أن لا يكون عليك إثم في الدراسة في هذه الجامعة التي تفصل بين الجنسين في أغلب الفصول.

ويلزمك البُعد عما يفضي إلى النظر للمدرسات إن لم يكنّ ساترات لما يجب ستره، ولا يلزمك ترك النظر إلى السبورة، ولا الامتناع عن سؤال المدرّسة من دون نظر إليها؛ لأن الراجح أن صوت المرأة ليس بعورة.

ولا يلزمك كذلك المشي في الخارج، وإنما يلزمك التحفظ من مخالطة الطالبات في الممشى وغيره، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء.

وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.

وأمّا كلّية الطب التي ذكرت، فلا يلزمك الانتقال إليها، وراجع الفتوى: 180127.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني