الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أعترف لزوجي بحبي له وأخشى الخذلان!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل بضعة أيام تم عقد قراني على رجل يكبرني ب 15 عامًا، مشهود له بالالتزام، وحُسن الأخلاق، فقبلت به زوجًا، وسيتم عرسنا بعد شهر -بعون الله-، والغريب في الأمر أنه يصارحني بحبه لي، ولم تمض إلا أيام قليلة على عقدنا، ويخبرني بأني جميلة، وأنا لا أصدقه، وأشعر بأنه يجاملني؛ فأنا لست ممَّن يُحبُّها الناس في يومين، مع أن أخلاقي حسنة، ولا أزكي نفسي على الله، ولكني أتمنى الرضا عن شكلي من قبل ذاتي نفسها، وغالبًا من يعاشرني يحبني، ويرتاح لي، وهو الآن يسألني هل أنت تحبينني، وتشتاقين لي؟ فأظل ساكتةً؛ لأني لا أعرف أن أجامل، والكذب حرام أيضًا.

الآن بدأت أشعر بحبي واشتياقي له، ولكنني أكتم عنه ذلك؛ لأنني مترددة هل أصارحه بذلك أم لا؟ على الرغم من أنني أصبحت زوجته، إلا إني أخاف إن فتحت قلبي له أن يكسره؛ فأنا أخشى الحب، والخذلان فيه؛ فقد مررت بذلك كثيرًا مع الأهل، والصديقات، فكيف أشفى من ذلك الخذلان؟

كما أن هناك مقولةً وهي: إن حب الرجل للمرأة عز لها، وحبها للرجل ذل، فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جويرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في إسلام ويب، ونشكرك على ثقتك في طرح مشكلتك، ونسأل الله أن يوفقك، وييسر لك كل خير.

من الواضح أنك تمرين بمشاعر مختلطة، وتحتاجين إلى التوجيه والدعم.

أولًا: أول خطوة هي فهم مشاعرك، وتجاوز الخوف من الخذلان:

1. من الطبيعي أن تشعري بالشك والقلق في بداية العلاقة الزوجية، وخاصةً إذا كانت التجارب السابقة قد أثرت عليك؛ فمشاعرك تجاه زوجك يمكن أن تتطور مع الوقت، ولا يجب أن تضغطي على نفسك للشعور بشيء محدد من الآن.

2. الخوف من الحب والخذلان هو شعور إنساني شائع، وخاصةً إذا كنت قد مررت بتجارب مؤلمة في الماضي، وهذا الخوف قد يمنعك من الاستمتاع بعلاقة محبةٍ صادقة وصحيةٍ، وديننا يُعلِّمنا أن نتوكل على الله، وأن نطلب العون منه في كل أمورنا، وهذا يشمل العلاقات الزوجية، فإن الله تعالى يقول: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].

ثانيًا: إليك بعض النصائح العملية:

1. التواصل الصادق والمفتوح مع زوجك هو أساس العلاقة الصحية؛ فإذا كنت تشعرين بأنك بدأت تحبينه، وتشتاقين إليه، فيمكنك مشاركته مشاعرك بطريقة يسيرة ومباشرة؛ مثلاً: يمكنك أن تقولي له: بأنك تقدرين مشاعره نحوك، وأنك تشعرين بالراحة معه، وأنك ترغبين في بناء علاقة قائمة على الاحترام والتفاهم، وهذا ليس من الحرام، حتى وإن كانت مجاملةً، بل قد يصل الأمر إلى تصنُّع المحبة بين الزوجين لإدامة العلاقة بينهما، أو ما يمكن أن يسمى بـ (الكذب الحلال).

2. الثقة بالله، والتوكل عليه في أمورك كلها -بما في ذلك زواجك- هو أمر مهم، وأسأل الله أن يزرع المحبة والمودة بينكما، وأن يوفقكما للخير، قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].

3. اهتمي بنفسك وبصحتك النفسية، واعملي على بناء ثقتك بنفسك، وتقديرك لذاتك؛ فكلما كنت مرتاحةً مع نفسك، كلما كنت قادرةً على بناء علاقة صحية مع زوجك.

4. تعلمي من تجاربك السابقة دون أن تدعيها تحكم مستقبلك، وحاولي أن تفرقي بين تجارب الماضي وما يحدث الآن؛ فكل علاقة جديدة تستحق أن تُعطى فرصةً دون الحكم عليها من خلال التجارب السابقة، قال رسول الله ﷺ: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) [رواه مسلم].

تذكري أن الزواج رحلة مشتركة، وأن الحب والمودة يمكن أن يزيدان مع الوقت، واستخيري الله في كل أمورك، واسألي الله أن يوفقك لما يحب ويرضى.

وفقك الله، وأتم لكما الفرح بالخير والسعادة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً