الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيادة الوزن بسبب الديباكين، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم تشخيص حالتي بأني مصاب بالفصام ثنائي القطب، ووصف لي الطبيب دوائين، هما الديباكين والسركويل، كان وزني 53 كيلو، فأصبح في 4 أشهر 70 كيلو، وظهرت عندي تمددات بالفخذ وأسفل الظهر، وعلى الجانبين، وقد أثّر ذلك في ثقتي بنفسي؛ حيث إن أصدقائي لاحظوا ذلك، ولم أقل لهم السبب.

فهل من الممكن أن يكون الدواء سبب سمنتي؟ حيث زادت شهيتي، أصبحت لا أشبع بمعنى الكلمة، وآكل 4 إلى 6 مرات في اليوم، فماذا أفعل؟! أرجو الرد للأهمية القصوى، فأنا أعاني بما لا يعلمه إلا الله، وغيرت مقاساتي في الملابس.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأدوية التي ذكرتها (وهي الديباكين والسوركويل) بالفعل هي ربما تؤدي إلى زيادة في الوزن، وتحدث هذه الزيادة لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للسمنة، ويلاحظ أن هذه الزيادة تحدث في الثلاثة أو الأربعة الأشهر الأولى، وبعد ذلك غالباً ما تتوقف الزيادة، وإذا حرص الإنسان على ممارسة الرياضة وتنظيم غذائه وطعامه، بحيث يتناول أطعمة تحتوي على القليل من السعرات الحرارية، هذا -إن شاء الله- سوف يؤدي إلى تخفيض الوزن.

نحن هنا أمام وضع يحتم علينا أن نوازن بين مصلحتك العلاجية، وبين الآثار الجانبية للأدوية، فالحالة التي تعاني منها حالة يجب أن تُعالج، وننصحك أن لا تهمل أبداً في العلاج، والحمد لله تعالى فرص الشفاء، ومنع الانتكاسات من هذه الحالات أصبحت الآن كبيرة وممتازة جدّاً، بشرط أن يلتزم الإنسان بتناول الدواء، يجب ألا تستاء، ولا تحس بالضجر لتناول الأدوية.

بالنسبة لزيادة الوزن: أنصحك بأن تمارس الرياضة، وأن تحاول بقدر المستطاع أن تتناول أطعمة ليست ذات قيمة غذائية عالية، بمعنى أنها تحتوي على سعرات حرارية أقل، ويمكن لأخصائي التغذية أن يفيدك في نوعية الأطعمة التي تتناولها، وأنا أعرف أن هذه الأدوية قد تؤدي إلى شراهة، ورغبة ملحة في تناول الحلويات والسكريات، ولكن الإنسان يستطيع أيضاً أن يتحكم في نفسه، -وإن شاء الله- بشيء من الصبر وترويض النفس، وتقديم المنفعة العلاجية على هذه الآثار الجانبية، تستطيع أن تتحكم في وزنك، وعليك بممارسة الرياضة، فهي -إن شاء الله- ستساعدك كثيراً.

هذا هو الذي أراه بخصوص حالتك، وهنالك اختيار آخر، وهو أن تغير هذه الأدوية، بالرغم من أن هذا القرار ليس بالسهل، وإذا أردت أن تقدم عليه يجب أن يكون ذلك من خلال الطبيب المعالج، وهي عمومًا من أفضل الأدوية المنظمة للمزاج.

يوجد دواء يسمى علمياً باسم (إريببرازول Aripiprazole) أو ما يعرف تجارياً باسم (إبليفاي Abilify)، هذا الدواء أيضاً دواء ممتاز من حيث الفعالية، وإن كان أقل من فعالية السوركويل والدباكين، ولكنه أيضاً يؤدي إلى نتائج ممتازة جدّاً، في الحالات التي تعالج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أو من مرض الفصام، يتميز الإبليفاي بأنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، وهذه أحد مميزات هذا الدواء، فإذا فشلت محاولاتك الأخرى في التحكم في الوزن، فأعتقد أن الخيار سوف يكون هو أن تنتقل للدواء المذكور، وكما ذكرت لك يجب أن يتم ذلك عن طريق الطبيب المعالج، وبعد التشاور معه.

من المهم جدّاً أن تسعى لأن تعيش حياتك بصورة طبيعية، ركز على دراستك، تجنب النوم بعد الأكل، فالرياضة تعتبر هامة وضرورية جدّاً في مثل حالتك، وأنصحك أيضاً أن تكون حريصاً على تناول الدواء في وقته، وحسب ما وصفه الطبيب، وختاماً نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً