فصل .
[1] : وذهب الجميع منهم إلى القول بالقياس والأخذ بالرأي ، فأدخلوا في دين الله ما ليس منه ، [ ص: 401 ] وحرفوا أحكام الشريعة ، وأحدثوا قال الرافضي [2] مذاهب أربعة لم تكن في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - [3] ولا زمن صحابته [4] ، وأهملوا أقاويل [5] الصحابة ، مع أنهم نصوا على ترك القياس ، وقالوا : أول من قاس إبليس " .
فيقال : الجواب عن هذا من وجوه :
أحدها : أن دعواه على جميع أهل السنة المثبتين لإمامة الخلفاء الثلاثة أنهم يقولون بالقياس دعوى باطلة ، فقد عرف فيهم طوائف لا يقولون بالقياس ، كالمعتزلة البغداديين [6] ، وكالظاهرية كداود وغيرهما ، وطائفة من أهل الحديث وابن حزم والصوفية .
وأيضا ففي الشيعة [7] من يقول بالقياس كالزيدية . فصار النزاع فيه بين الشيعة كما هو بين أهل السنة والجماعة .